الهواتف الذكية هي جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية. نستخدمها للتواصل والترفيه والتعلم والعمل والمزيد. لكن ماذا لو استطعنا شحنها دون الحاجة إلى كابلات أو محولات أو مقابس؟ هل سيغير ذلك طريقة استخدامنا لها؟ هل سيجعلها أكثر راحة وفعالية وأمانًا؟

في هذا المقال، سنناقش تأثير تقنيات الشحن. اللاسلكي على استخدام الهواتف الذكية. سنتعرف على ماهية الشحن اللاسلكي وكيف يعمل وما هي مزاياه وعيوبه. كما سنستعرض أبرز الابتكارات والتطورات في هذا المجال وما هي التحديات والفرص التي تواجهها. وأخيرًا، سنحاول التنبؤ بمستقبل الشحن .اللاسلكي وما إذا كان سيحل محل الشحن التقليدي قريبًا أم لا.

ما هو الشحن اللاسلكي وكيف يعمل؟

الشحن اللاسلكي هو عملية نقل الطاقة من مصدر إلى جهاز استقبال دون الحاجة إلى وسيط سلكي. يعتمد الشحن .اللاسلكي على مبدأ الاقتران الكهرومغناطيسي، الذي يتيح توليد تيار كهربائي في دائرة مغلقة عن طريق تغيير المجال المغناطيسي المحيط بها.

هناك ثلاثة أنواع رئيسية من الشحن. اللاسلكي: الشحن الاستقرائي، والشحن الرنيني، والشحن عن بعد. الشحن الاستقرائي هو الأكثر شيوعًا ويستخدم في معظم المنتجات المتاحة في السوق. يتطلب هذا النوع وجود لفتين من الأسلاك، واحدة في المصدر والأخرى في الجهاز المستقبل، ووضعهما بالقرب من بعضهما البعض. عندما يمر تيار كهربائي في اللفة المصدر، يولد مجالًا مغناطيسيًا يتسبب في توليد تيار كهربائي في اللفة المستقبل، والتي تشحن البطارية.

الشحن الرنيني هو تطوير للشحن الاستقرائي، يسمح بنقل الطاقة بين لفتين تترددان على نفس التردد. هذا يزيد من كفاءة الشحن ويقلل من التداخل الكهرومغناطيسي. كما يتيح هذا النوع شحن أكثر من جهاز واحد في نفس الوقت وعلى مسافات أبعد قليلاً.

الشحن عن بعد هو النوع الأكثر تقدمًا ويهدف إلى نقل الطاقة عبر المسافات الطويلة دون الحاجة إلى تلامس مباشر. يعتمد هذا النوع على استخدام موجات الراديو أو الليزر أو الموجات فوق الصوتية لنقل الطاقة من محطة إرسال إلى محطة استقبال. هذا النوع لا يزال في مرحلة البحث والتطوير ويواجه العديد من التحديات الفنية والتنظيمية.

ما هي مزايا وعيوب الشحن اللاسلكي؟

الشحن .اللاسلكي يوفر العديد من المزايا لمستخدمي الهواتف الذكية، منها:

– الراحة: يمكن للمستخدمين شحن هواتفهم دون الحاجة إلى البحث عن كابل أو محول أو مقبس متوافق. كما يمكنهم شحن هواتفهم في أي مكان يوجد فيه منصة أو وسادة أو حامل شحن لاسلكي، مثل المنازل والمكاتب والمطاعم والفنادق والمطارات والسيارات وغيرها.

– الأمان: يقلل الشحن .اللاسلكي من خطر التعرض للصدمات الكهربائية أو الحرائق أو التلف الناجم عن استخدام كابلات أو محولات معيبة أو غير متوافقة. كما يحمي الشحن اللاسلكي منافذ الهواتف من التآكل أو الانسداد أو الانكسار أو الانفصال.

– الاستدامة: يساهم الشحن .اللاسلكي في تقليل استهلاك الطاقة والموارد والنفايات. فبدلاً من شراء واستبدال والتخلص من كابلات ومحولات متعددة، يمكن للمستخدمين استخدام منصة واحدة أو عدة منصات متوافقة لشحن أجهزتهم المختلفة. كما يقلل الشحن .اللاسلكي من الحاجة إلى إنتاج وتوزيع وتركيب وصيانة البنية التحتية الكهربائية.

ومع ذلك، فإن الشحن اللاسلكي ليس بدون عيوب، منها:

– السرعة: يستغرق الشحن. اللاسلكي وقتًا أطول من الشحن السلكي لشحن البطارية بنفس النسبة. هذا يرجع إلى أن الشحن اللاسلكي يفقد جزءًا من الطاقة أثناء عملية النقل، مما يقلل من كفاءته ويزيد من استهلاكه. كما يتأثر الشحن .اللاسلكي بعوامل مثل المسافة والتوجيه والحواجز والتداخل بين المصدر والمستقبل، مما يؤدي إلى تقليل أدائه.

– التوافق: لا يدعم جميع الهواتف الذكية أو الأجهزة الأخرى الشحن اللاسلكي. فقد يتطلب وجود مكونات أو ملحقات إضافية، مثل بطاقات أو أغطية أو محولات، لتمكين الجهاز من الاستقبال. كما قد يختلف معيار الشحن. اللاسلكي المستخدم بين الشركات المصنعة والمنتجات، مما يحد من التوافق والتبادل بينها.

– التكلفة: يكون الشحن .اللاسلكي أغلى من الشحن السلكي في معظم الحالات. فبالإضافة إلى تكلفة الهاتف الذكي نفسه، يحتاج المستخدمون إلى شراء منصات أو وسائد أو حوامل شحن لاسلكي، والتي قد تكون باهظة الثمن أو نادرة الوجود. كما يزيد الشحن اللاسلكي من فاتورة الكهرباء، نظرًا لاستهلاكه الأعلى للطاقة.

ما هي أبرز الابتكارات والتطورات في مجال الشحن اللاسلكي؟

رغم أن الشحن .اللاسلكي ليس فكرة جديدة، فإنه يشهد تقدمًا مستمرًا وتحسينًا في السنوات الأخيرة. هناك العديد من الابتكارات والتطورات التي تهدف إلى جعل الشحن اللاسلكي أسرع وأسهل وأوسع نطاقًا وأكثر انتشارًا. بعض هذه الابتكارات والتطورات هي:

– الشحن. اللاسلكي السريع: هو تقنية تسمح بشحن البطارية بنسبة عالية في وقت قصير. تستخدم هذه التقنية مصادر طاقة أعلى ومستقبلات أكثر حساسية لزيادة معدل نقل الطاقة. بعض الأمثلة على الشحن. اللاسلكي السريع هي: سامسونج أدابتيف فاست شارجينغ، وهواوي سوبرتشارج، وأبل ماجسيف.

– الشحن اللاسلكي المتعدد: هو تقنية تسمح بشحن أكثر من جهاز في نفس الوقت على نفس المنصة أو الوسادة أو الحامل. تستخدم هذه التقنية مصادر طاقة متعددة أو مستقبلات متعددة أو ترددات متعددة لتوزيع الطاقة بين الأجهزة. بعض الأمثلة على الشحن .اللاسلكي المتعدد هي: سامسونج ديو باد، وأنكر باور ويف 10 ديوال باد، وأبل أير باور.

– الشحن اللاسلكي الديناميكي: هو تقنية تسمح بشحن الجهاز أثناء حركته أو عندما يكون خارج نطاق المصدر. تستخدم هذه التقنية مصادر طاقة متحركة أو مستقبلات مرنة أو موجات طويلة المدى لتتبع وتصل إلى الجهاز. بعض الأمثلة على الشحن. اللاسلكي الديناميكي هي: واي تريكس رودستر، وإنرجاوس وات أب، وأوبو فوك.

ما هي أفضل الأجهزة التي تدعم الشحن اللاسلكي؟

هناك العديد من الأجهزة التي تدعم الشحن اللاسلكي، ولكن قد تختلف سرعة وكفاءة وتوافق الشحن بينها. بشكل عام، يمكن تقسيم الأجهزة إلى ثلاث فئات حسب معيار الشحن. اللاسلكي الذي تستخدمه: Qi، Powermat، أو MagSafe.

Powermat هو معيار آخر للشحن اللاسلكي، ولكنه أقل شيوعًا من Qi. يدعمه بعض الهواتف الذكية والأجهزة الأخرى من شركات مثل LG، ZTE، ومايكروسوفت. يمكن لهذه الأجهزة الشحن .اللاسلكي على أي منصة أو وسادة أو حامل يحمل ختم Powermat. بعض هذه الأجهزة تدعم أيضًا الشحن .اللاسلكي السريع بقدرة تصل إلى 15 وات.

Qi هو المعيار الأكثر انتشارًا ويدعمه معظم الهواتف الذكية والأجهزة الأخرى من شركات مختلفة، مثل سامسونج، هواوي، جوجل، نوكيا، وغيرها. يمكن لهذه الأجهزة الشحن. اللاسلكي على أي منصة أو وسادة أو حامل يحمل ختم Qi. بعض هذه الأجهزة تدعم أيضًا الشحن .اللاسلكي السريع بقدرة تصل إلى 15 وات، أو الشحن. اللاسلكي العكسي بقدرة تصل إلى 4.5 وات، مما يتيح شحن أجهزة أخرى عن طريق الجزء الخلفي من الجهاز.

MagSafe هو معيار جديد للشحن اللاسلكي، ويدعمه فقط هواتف آيفون من شركة آبل. يستخدم هذا المعيار مغناطيسات لتثبيت الهاتف على المنصة أو الوسادة أو الحامل، مما يزيد من دقة وثبات الشحن. يمكن لهذه الأجهزة الشحن اللاسلكي على أي منصة أو وسادة أو حامل يحمل ختم MagSafe. بعض هذه الأجهزة تدعم أيضًا الشحن .اللاسلكي السريع بقدرة تصل إلى 15 وات، أو الشحن .اللاسلكي العكسي بقدرة تصل إلى 7.5 وات.

كيف يعمل شحن اللاسلكي في سيارة؟

الشحن اللاسلكي في السيارة يعتمد على نفس المبدأ الذي يستخدمه الشحن .اللاسلكي للهواتف الذكية، وهو الحث المغناطيسي. يتم نقل الطاقة من جهاز مرسل موجود في الأرض أو في حامل الهاتف إلى جهاز استقبال موجود في أسفل السيارة أو في الهاتف. هذا يتيح شحن البطارية دون الحاجة إلى توصيل كابل أو محول. بعض السيارات الكهربائية تدعم هذا النوع من الشحن، مثل واي تريكس رودستر1. كما توفر بعض الشركات المصنعة للهواتف الذكية حوامل أو وسادات شحن لاسلكي تتوافق مع معيار Qi أو Powermat أو MagSafe